«كنت في الموت والحياة كبيرا
هكذا المجد اولا واخيرا»
تذكرت هذا البيت من الشعر، حينما علمت بنبأ وفاة أخي «منصور محمود عبدالغفار» فتعزز الاقتناع عندي، بأن باطن الأرض خير من ظاهرها، وأن من المستحيل الاعتماد عليه، فهو استثمار يخفق المرء في اجتذابه مهما عاش، حتى إذا تأمل فيه ازداد يقينا بأن له معايير ومتطلبات وحدودا، لابد أن ينصاع لها المرء مجبرا لا مخيرا، ولذلك أشاطر أسرة وأحباء وأصدقاء أخي «منصور» العزاء، فقد كان وسيظل أخي الذي لم تلده أمي، وها هو انتقل إلى رحمة ربه راضيا مرضيا إن شاء الله، عشية يوم الأحد 20 شوال 1429هـ (19 اكتوبر 2008م* بعد حياة نابعة من معاناة حقيقية، انتصر في كل ميادينها التي خاضها، وأسس ثقافة إدارية وتنظيمية وشورية، في بُنيات الأعمال التي أوكلت إليه، وأفضت إلى التخفيف من آثارها السلبية.
عشت وإياه في منزل واحد سنين من العمر. ففي بيت والده (محمود عبدالغفار رحمه الله) بمحلة «الصحيفة» بمدينة جدة، أكلت وشربت ونمت، وفي احضان والدته (زينب أحمد نقادي) ذقت طعم الحنان، امتدادا لحنان خالتي (جميلة محمود عبدالرؤوف الخطيب) وكان هو وإخوته: «عواد» و «أحمد» و «عبدالله» وشقيقاتهم: «خديجة» و «فاطمة» و «عزيزة» إخوتي الذين لم تلدهم أمي، والمكان الذي انطلقت منه.
عاش «منصور» ومات، وترك من خلفه ذرية، سيسيرون إن شاء الله على دربه: خلقا فاضلا، وحياء جما، وعفة لسان، ورجاحة عقل وتفكير، جعلت منه شخصية محورية جذابة، تجلت في جموع المشيعين له إلى مثواه الأخير، لينام قرير العين، في تراب منه كان وإليه عاد، وهذا هو حال الإنسان، فهل هناك موعظة مثل الموت، النتيجة الحتمية له مهما علا ومهما سفل؟
بدأ «منصور» حياته العملية موظفا بسيطا في جمرك جدة، وعندما لمس فيه أحد مؤسسي الجمارك السعودية (الشيخ محمد نور رحيمي رحمه الله) ما تميز به من خصال ومزايا محمودة أخذ بيديه، وشجع طموحاته، وزوجه ابنته «أمينة» وقد كانت بالفعل «أمينة» وهي جديرة به، وهو حفي بها، عاش معها الحياة بحلوها ومرها، وما أكثر مرارتها وما أقل حلاوتها، وهكذا اتسعت دائرة «منصور» بأمور، حققت له ما كان شبه مستحيل، واتسعت الى ما كان يعد بعيدا.
كثيرون هم الذين عرفوا «منصور عبدالغفار» وكثيرون هم الذين تعاملوا معه، وكثيرون هم الذين ألفوه وآلفهم، ولو سألت أي واحد منهم عنه، لما تردد في القول: إنه رجل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، بنى إنسانا ذا كيان مستقل، ومتفاعلا مع كل من حوله وبخاصة أقربائه، فقد كان دائم السؤال عنهم، والاتصال بهم، وتفقد أحوالهم، وكأني به يجسد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
أكتب هذه الكلمات وشريط من الذكريات الآسرة يمر بي مع أخي «منصور عبدالغفار» جسده في مقومات رئيسة، سواء تعلق الأمر بعلمه وعمله، او بالصياغات الشمولية له بوصفه انسانا في منطقه الأعمق، وفيما انتجه من مضمون معياري ونظري، وها هو يترك الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية، فليس بدعا ان كان يوم وفاته يوما أليما «إن يوما فيه بكينا حبيبا».
رحمك الله يا أخا لم تلده أمي، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأسبغ عليك رحمته الواسعة. انا لله وانا اليه راجعون.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة
هكذا المجد اولا واخيرا»
تذكرت هذا البيت من الشعر، حينما علمت بنبأ وفاة أخي «منصور محمود عبدالغفار» فتعزز الاقتناع عندي، بأن باطن الأرض خير من ظاهرها، وأن من المستحيل الاعتماد عليه، فهو استثمار يخفق المرء في اجتذابه مهما عاش، حتى إذا تأمل فيه ازداد يقينا بأن له معايير ومتطلبات وحدودا، لابد أن ينصاع لها المرء مجبرا لا مخيرا، ولذلك أشاطر أسرة وأحباء وأصدقاء أخي «منصور» العزاء، فقد كان وسيظل أخي الذي لم تلده أمي، وها هو انتقل إلى رحمة ربه راضيا مرضيا إن شاء الله، عشية يوم الأحد 20 شوال 1429هـ (19 اكتوبر 2008م* بعد حياة نابعة من معاناة حقيقية، انتصر في كل ميادينها التي خاضها، وأسس ثقافة إدارية وتنظيمية وشورية، في بُنيات الأعمال التي أوكلت إليه، وأفضت إلى التخفيف من آثارها السلبية.
عشت وإياه في منزل واحد سنين من العمر. ففي بيت والده (محمود عبدالغفار رحمه الله) بمحلة «الصحيفة» بمدينة جدة، أكلت وشربت ونمت، وفي احضان والدته (زينب أحمد نقادي) ذقت طعم الحنان، امتدادا لحنان خالتي (جميلة محمود عبدالرؤوف الخطيب) وكان هو وإخوته: «عواد» و «أحمد» و «عبدالله» وشقيقاتهم: «خديجة» و «فاطمة» و «عزيزة» إخوتي الذين لم تلدهم أمي، والمكان الذي انطلقت منه.
عاش «منصور» ومات، وترك من خلفه ذرية، سيسيرون إن شاء الله على دربه: خلقا فاضلا، وحياء جما، وعفة لسان، ورجاحة عقل وتفكير، جعلت منه شخصية محورية جذابة، تجلت في جموع المشيعين له إلى مثواه الأخير، لينام قرير العين، في تراب منه كان وإليه عاد، وهذا هو حال الإنسان، فهل هناك موعظة مثل الموت، النتيجة الحتمية له مهما علا ومهما سفل؟
بدأ «منصور» حياته العملية موظفا بسيطا في جمرك جدة، وعندما لمس فيه أحد مؤسسي الجمارك السعودية (الشيخ محمد نور رحيمي رحمه الله) ما تميز به من خصال ومزايا محمودة أخذ بيديه، وشجع طموحاته، وزوجه ابنته «أمينة» وقد كانت بالفعل «أمينة» وهي جديرة به، وهو حفي بها، عاش معها الحياة بحلوها ومرها، وما أكثر مرارتها وما أقل حلاوتها، وهكذا اتسعت دائرة «منصور» بأمور، حققت له ما كان شبه مستحيل، واتسعت الى ما كان يعد بعيدا.
كثيرون هم الذين عرفوا «منصور عبدالغفار» وكثيرون هم الذين تعاملوا معه، وكثيرون هم الذين ألفوه وآلفهم، ولو سألت أي واحد منهم عنه، لما تردد في القول: إنه رجل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، بنى إنسانا ذا كيان مستقل، ومتفاعلا مع كل من حوله وبخاصة أقربائه، فقد كان دائم السؤال عنهم، والاتصال بهم، وتفقد أحوالهم، وكأني به يجسد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
أكتب هذه الكلمات وشريط من الذكريات الآسرة يمر بي مع أخي «منصور عبدالغفار» جسده في مقومات رئيسة، سواء تعلق الأمر بعلمه وعمله، او بالصياغات الشمولية له بوصفه انسانا في منطقه الأعمق، وفيما انتجه من مضمون معياري ونظري، وها هو يترك الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية، فليس بدعا ان كان يوم وفاته يوما أليما «إن يوما فيه بكينا حبيبا».
رحمك الله يا أخا لم تلده أمي، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأسبغ عليك رحمته الواسعة. انا لله وانا اليه راجعون.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة